ﻗﺼﻪ ﺟﻤﻴﻠﻪ
ﺩﻉ ﺑﺎﻟﻮﻧﺘﻲ ﻭﺍﺣﻔﻆ ﺑﺎﻟﻮﻧﺘﻚ
( ﻗﺼﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻗﺮﺃﺗﻬﺎ ﺯﺩﺕ ﺍﻋﺠﺎﺑﺎً ﺑﻬﺎ )
ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻧﻪ
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1974 ﻛﺎﻥ ﻣﻬﺎﺗﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﻒ ﺷﺮﻑ ﻓﻲ
ﺣﻔﻞ
ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺨﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻤﺪﺍﺭﺱ « ﻛﻮﺑﺎﻧﺞ ﺑﺎﺳﻮ » ﻓﻲ
ﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ، ﻭﺫﻟﻚ
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﻭﺯﻳﺮﺍً ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ، ﺛﻢ
ﺭﺋﻴﺴﺎً
ﻟﻠﻮﺯﺭﺍﺀ ﻋﺎﻡ .1981
ﻗﺎﻡ ﻣﻬﺎﺗﻴﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻔﻞ ﺑﻄﺮﺡ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﻤﻞ
ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ
ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﻴﻦ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻟﻠﻄﻼﺏ، ﻭﻫﻲ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺑﺎﻟﻮﻧﺎﺕ
ﻋﻠﻰ ﻛﻞ
ﻣﺪﺭﺱ، ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﻣﺪﺭﺱ ﺑﺎﻟﻮﻧﺔ ﻭﻳﻨﻔﺨﻬﺎ،
ﻭﻣﻦ ﺛﻢ
ﻳﺮﺑﻄﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻪ، ﻓﻌﻼً ﻗﺎﻡ ﻛﻞ ﻣﺪﺭﺱ ﺑﻨﻔﺦ ﺍﻟﺒﺎﻟﻮﻧﺔ
ﻭﺭﺑﻄﻬﺎ
ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻪ .
ﺟﻤﻊ ﻣﻬﺎﺗﻴﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮﺓ
ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﺓ،
ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﺪﻱ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺋﺰ ﻭﺳﺄﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ
ﺑﺤﺴﺎﺏ
ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ، ﻭﺑﻌﺪ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺳﻴﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﻣﺪﺭﺱ
ﻣﺎﺯﺍﻝ
ﻣﺤﺘﻔﻈﺎً ﺑﺒﺎﻟﻮﻧﺘﻪ ﺟﺎﺋﺰﺓ!
ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻫﺠﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ، ﻛﻞ
ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪ
ﺗﻔﺠﻴﺮ ﺑﺎﻟﻮﻧﺔ ﺍﻵﺧﺮ، ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ.
ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ : ﻭﻗﻒ ﻣﻬﺎﺗﻴﺮ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎً،
ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﻢ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺗﻔﺠﻴﺮ ﺑﺎﻟﻮﻧﺔ ﺍﻵﺧﺮ؟
ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻭﻗﻒ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﺳﻠﺒﻲ
ﺿﺪ ﺍﻵﺧﺮ،
ﻟﻨﺎﻝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﻮﺍﺋﺰ،
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻳﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻛﻞ ﻣﻨﺎ
ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻣﺘﺎﺡ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺒﻌﺾ
ﻳﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ
ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻫﺪﻣﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ. ﻫﺬﻩ -
ﻭﻟﻸﺳﻒ -
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ.
ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ :
ﺇﻥ ﻧﺠﺎﺣﻚ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻔﺸﻞ
ﻏﻴﺮﻙ ..
ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺣﺴﻨﺖ ﻧﻴﺘﻚ، ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺎﻟﻚ!
ﻭ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺯﻟﺖ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚ ﻭﺗﻤﻨﻴﺖ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﻐﻴﺮﻙ
ﻳﻮﻓﻘﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ