غالب الاسفار تتم عن طريق البر بين المدن والقرى وسكان الصحراء لنقل البضائع والمنتوجات وللبيع والشراء، يتفق المسافرون على موعد في يوم معين وعلى ماء قريب من جميع المسافرين ينزل عنده من سبق فاذا اجتمعوا جميعا اختاروا رئيسا للرحلة ويسمى عقيد القافلة ويحدد العقيد مواضع النزول والرحيل ويتبادل الآراء مع غيره فيما يهمهم من أمن الطريق وسلوك طريق لعله أقرب إلى مقصودهم أو اكثر أمنا ويتولى سؤال من لقيه عن الاخبار ويجيب من سأله وتلتحم مسيرة القافلة بهذا النظام واذا فقد بعض المسافرين أو تأخرت به راحلته رجعوا في طلبه والبحث عنه ويحملون الماء والطعام على ظهور أبلهم بالاضافة إلى حملها العادي من البضاعة ويشتركون في الزاد والطبخ كل خمسة اشخاص أو أقل أو أكثر على حدة ويجتمعون في الصباح والمساء على القهوة كل القافلة أو بعضها إذا كان عدد المسافرين كثيرا ويقال للمشتركين في الزاد (اخو) بكسر الهمزة وسكون الخاء وفتح الواو.
وعاء الزاد (العاروك) ووعاء الماء (السعن) أو (القربة) وهما من جلد الاغنام فان كان وعاء الماء قديما قيل له (شن) والشن محبوب في الصيف لتبريده الماء وتعليق الماء على الراحلة (توشيح) والذهاب بالابل بعد وضع حملها إلى المرعى (مصاباه) ويقولون يا فلان (صاب الركاب).
واذا نزلوا منزلا أصلحوه بمقدار اقامتهم وأزالوا منه كل مؤذ ونصبوا الاثافي في ناحية منه ويضعون الحطب في النار على حسب عادتهم فبعضهم يضع رؤوسها في النار وهي محل قطعها من الشجرة وبعضهم يضع أطراف العيدان في النار وبعضهم يرمي نوى التمر إذا أكل وبعضهم يجمعه وبمثل هذه العادات يتميز انتماء القبائل النازلة في طريقها إلى أحد الحزبين القائمين في القطر العماني ككل، دولة الامارات والسلطنة وتسهل على من اقتص آثارهم معرفتهم فان الهناوية يضعون أصول الحطب في نارهم ويرمون النوى والغافرية بخلافهم يضعون أطراف العيدان في نارهم ويجمعون النوى وحيث ذكرنا بعض أسماء الاوعية المختصة بالسفر سنذكر العتاد يطلق على كل عدة فعدة السفينة عتاد وعدة الابل (عتاد) الشداد، يتكون من أربع ظلف كل ظلفتين يشدهما عود يقال له المصلاب ثم يجمع بينهما سير من جلد أو حبل من ليف يقال له الوسر يقع الشداد أمام السنام على الغارب وتحته وقاء من ليف مضروب يقال له (البدود) وربما زين بقماش من صوف ملون وفي أحد المصلابين حلقة (البطان) وفي الجهة الاخرى طرف البطان مشدود في المصلاب المقابل وفي طرفه حلقة يجمع بين حلقتين بسير لسهولة شد البطان على بطن الراحلة مما يلي اليدين وفي الشداد خيط (المحوي) الذي يقع خلف السنام على ظهر الناقة وعليه (المحقبة) وهي من صوف مجدول في طرفها حلقة تكون من فضة أو نحاس موقعها أمام ضرع الناقة يشد بها (المحوي) ثم بعد وضع الحمل على ظهر الراحلة الذي يكون بينه وجسد الراحلة وقاء يقال له (الحيزة ) يؤخذ طرف (المحقبة) فيجعل تحت رأسي المصلابين الزائدين عن ظلف (الشداد) لهذه الغاية ثم يرد طرفها إلى آخر (المحوي) فيربط من الجهة الاخرى ويتكون (الخطام) من (خناقية) وهي التي تكون على عنق الناقة و(حكمة) وهي على أعلى لحييها من حديد أو ليف بكسر الحاء لتتحكم في الراحلة لاذلالها وانقيادها، ثم (عصا) وهي اما من ليف أو صوف مجدول وفي طرفه عروة تغاير لونه يقال لها (التطروفة) وللخيل والحمير خطام إلا أن (الخناقية) تكون مما يلي الاذن وطرفاها في حلقتي الحكمة وتسمى العذار وللخيل اللجام فالسرج يكون بركاب وبغير ركاب وللحمير شداد من ليف مضروب بعري تجمع دفتيه على ظهر الحمار يشد ببطان وبذناب خلفي لتثبيت الشداد على ظهره للحمل والركوب وبين دفتي الشداد مقدار أربعة أصابع عرضا.